بعد سنوات من التراجع الثابت، ارتفعت أسعار المنازل في إسبانيا بواقع 4.2 في المائة عام 2015، بحسب المعهد الوطني للإحصاء التابع للحكومة. غير إن الارتفاع سار بطيئا بسبب زيادة المعروض من الشقق وتراجع الاقتصاد الإسباني، حسب سماسرة العقارات.
قال مارك ستوكلين، مؤسس شركة استشارات عقارية إسبانية، إنه «من الواضح أن الطلب يتزايد وأن الإقراض العقاري آخذ في النمو وأن أسعار العقارات التي يود الناس شراءها أصبحت مستقرة أو أخذت في الارتفاع»، مضيفا: «بيد أنه لا تزال هناك تخمة من المنازل التي بنيت في المكان الخطأ حيث الإقبال متواضع على الشراء».
وقال ستوكلين، تعتبر سوق العقارات في إقليم الباسك «إحدى أنشط الأسواق في هذا المجال في عموم إسبانيا»، مضيفا أن «الاقتصاد المحلي قوي بالمقاييس الإسبانية، إذ إن معدلات البطالة متدنية نسبيا وآثار سنوات الازدهار العمراني لا يزال بالإمكان السيطرة عليها». أصبحت السوق أيضا أقل اعتمادا على الطلب الأجنبي الذي اختفي في الكثير من المناطق عقب فترة الركود الاقتصادي العالمي. في مدينة بلباو هبطت الأسعار بشكل حاد خلال الفترة ما بين عامي 2012–2014 رغم أن الكثير من الأسواق حول العالم عادت للنهوض مجددا، بحسب غولياس. تراجع متوسط سعر المنزل في بلباو بواقع 23.5 في المائة خلال الفترة من 2012–2014. من 3090 يورو للمتر، نحو 322 دولار للقدم المربع، إلى 2363 يورو للمتر المربع، 246 دولار للقدم المربع، حسب غولياس، غير أن البيانات النهائية لعام 2015 غير متوافرة، لكن بيانات الشهور التسع الأولى من العام أظهرت أن الأسعار آخذه في الاستقرار. ورغم أن الأسعار لا تزال منخفضة، فقد ارتفعت المبيعات أكثر من 10 في المائة العام الماضي، بحسب السماسرة.
ووفق فرناندو رنتيرا، سمسار عقارات يعمل لدى شركة «برتو بونس العقارية» التي تمتلك فروعا في ماربيلا وبلباو، كانت أعوام 2012 و2013 و2014 الأسوأ بالنسبة لسوق العقارات في بلباو وإقليم الباسك، لكن بعد عام 2015 أخذ الوضع في التحسن بالتأكيد.
أضاف رنتيريا أن النشاطات والاهتمامات تختلف من منطقة لأخرى، فمثلا المنازل الفاخرة في ضواحي المدن المطلة على الشواطئ وخليج البسكاي تجد إقبالا كبيرا هذه الأيام.
أفاد غلياس بأن منطقة إنسانشيه تعتبر واحدة من أغلى المناطق في بلباو، حيث كان التذبذب في الأسعار محدودا في ظل ارتفاع الطلب على الشقق القديمة، وحول منطقة غوغنهام يوجد الكثير من المباني الجديدة التي تحوي شققا سكنية جذبت المشترين.
* من يشتري في بلباو
لا تستقطب مدينة بلباو نفس عدد المشترين الأجانب الذي تجتذبه المناطق الترفيهية الإسبانية، لكن نظرا لوضعها كمركز مالي فإن الثقافة المحلية وجمال المنطقة المحيطة يغري المشترين من مختلف أنحاء العالم.
وشهدت السنوات الأخيرة ارتفاعا في أعداد المشترين من روسيا وأميركا اللاتينية، إلا أن فرنسا، وبريطانيا، والولايات المتحدة وألمانيا تعتبر المصادر الأكبر للمشترين الأجانب، حسب رنتيريا.
تجتذب الكثير من المؤسسات الدولية التي لها مقار في بلباو الكثير من المشترين، وتحظى العقارات في القرى المجاورة بشعبية كبيرة كمسكن ثان، غير أن أغلب المشترين هذه الأيام يبحثون عن منازل كاستثمار، حسب رنتيريا.
* أساسيات الشراء
يمكن للمشترين الأجانب أن يجدوا بعض المفاجآت في انتظارهم في نظام المعاملات في إسبانيا، فبمقدور مكتب الشهر العقاري الإشراف على عملية نقل الملكية والتأكد من عدم وجود رهن عقاري على البيت، وعليه فلن تكون هناك حاجة للتعامل مع محام. لكن قد يحتاج المشتري لخدمات الترجمة أثناء إنهاء عملية الشراء، بحسب السمسار.
نظام الرهن العقاري متوافر ويغطي نحو 80 في المائة من قيمة العقار مقابل نسبة فائدة بنكية تتراوح بين 1 إلى 3 في المائة (عمولة بنك إيروبنك، إضافة إلى 1 إلى 1.5 في المائة).
غير أن الكثير من قصص التخوف المرتبط غالبا بعمليات الشراء في إسبانيا حدثت في المناطق السياحية الجنوبية حيث جرى بناء العقارات بشكل غير قانوني. قال غلياس إنه يحدث أحيانا ألا يلجأ المشتري لمحام وقد لا يتأكد من قانونية العقار قبل الشراء في تلك المنطقة، وفق سمسار، مضيفا غير أن معلومات السوق والأسعار أصبحت متوافرة الآن للمشترين.
أما عن اللغة المستخدمة هنا، فهي الإسبانية والبساك «اللغة المحلية، وبالطبع العملة هي اليورو.
* الضرائب والمصروفات
أكبر كلفة يتحملها المشتري عند شراء منزل في إسبانيا هي ضريبة نقل الملكية، تتراوح بين 7 إلى 10 في المائة من سعر الشراء، وتتراوح عمولة السمسار من 3 إلى 8 في المائة يتحملها البائع في العادة. تقدر قيمة الضريبة العقارية السنوية بنحو 0.4 في المائة إلى 1.1 في المائة من القيمة التقديرية للعقار. هناك أيضا مصروفات صيانة 318 يورو شهريا، ما يعادل 356 دولارا للشقة، وتقدر الضريبة العقارية بنحو 2000 يورو، ما يعادل 2.240 دولارا، سنويا، حسب غلياس
للإطلاع على قانون التملك في أسبانيا (إضغط هنا)