الجمعة, مارس 29, 2019 - 15:12
© 2019 AFP
بعد الانكماش العقاري في العقارات اليونانية "نهضة" بسبب تطبيق "اير بي أن بي" لتأجير المساكن، ما دفع السلطات إلى تحديث تشريعاتها لمواكبة هذه الطفرة المتجددة.
على مقربة من هضبة الأكروبول الشهيرة، تشهد ديميترا ديونوسوبولو المقيمة في حي كوكاكي على "الضوضاء اليومية المتأتية من أشغال الترميم وحاويات الاسمنت في كل مكان وضجيج حقائب السفر المزودة بعجلات".
واحتل هذا الحي الشعبي الذي يبعد كيلومترا عن المعلم الأثري الأبرز في العاصمة اليونانية سنة 2016، المرتبة الخامسة على قائمة أكثر الأحياء الرائجة لدى مستخدمي "إير بي أن بي" حول العالم، مع ارتفاع بواقع ثمانية أضعاف مقارنة بالعام 2015
وثمة مئات الشقق في حي كوكاكي متاحة للاستئجار عبر المنصة الإلكترونية. وقد تضاعفت أسعار الإيجارات كما أن عائلات كثيرة تعرضت للطرد من قبل المالكين الراغبين بتحصيل أموال بصورة فورية، على ما تروي هذه الأم الخمسينية.
وتؤكد ديونوسوبولو لوكالة فرانس برس "ثلاث عائلات على الأقل من معارفنا طٌردت أخيرا" من المنازل التي كانت تستأجرها.
وقد دفع هذا الارتفاع الكبير في الطلب عبر "إير بي أن بي" في أنحاء اليونان، السلطات إلى تحديث القوانين لإرغام المالكين على التصريح عن هذا النشاط، غير أن هذه الخطوة أتت متأخرة بحسب المتخصصين في القطاع.
ويقول رئيس اتحاد المستأجرين أنغيلوس سكياداس إن "حمى إير بي أن بي طاولت حتى ضاحية أثينا التي لا تتمتع بقوة جذب سياحية".
ويضيف "المالكون يظنون أن إير بي أن بي هي الحل لكل المشكلات، حتى أن البعض يستخدمها ورقة ضغط على المستأجرين" لزيادة قيمة الإيجارات.
- فقاعة عقارية؟ -
وتؤدي هذه الظاهرة التي وصفها أنغيلوس سكياداس بأنها "فقاعة عقارية"، إلى نقص في المساكن المتوافرة خصوصا في الجزر السياحية التي لم يعد الموظفون والمدرّسون والطلبة يجدون مواقع إيواء ملائمة لهم بعد شهر أيار/مايو مع انطلاق الموسم السياحي.
ويعتبر أصحاب الفنادق أن الوضع "خارج عن السيطرة"، إذ إن 76 ألف عقار في اليونان مدرج على قوائم "إير بي أن بي"، بحسب دراسة أجرتها شركة "غرانت ثورنتون" لحساب هيئة إدارة قطاع الفنادق في اليونان.
وأظهرت الدراسة ارتفاعا في قيمة الإيجارات بنسبة 9,3 % سنة 2018 مقارنة بالعام السابق، ما يؤثر خصوصا على ذوي المداخيل المنخفضة والمتقاعدين.
غير أن الآراء منقسمة في هذا المجال. ويشير رئيس اتحاد المالكين ستراتوس بارادياس إلى أن تشارك المساكن خصوصا عبر "إير بي أن بي"، "أعاد الحياة إلى القطاع".
فبين 2008 و2017، تراجعت أسعار العقارات بنسبة تفوق 40 % وهي لم تعاود الارتفاع سوى اعتبارا من العام الماضي، بحسب بنك اليونان.
ويقول ستراتوس بارادياس الذي يضم اتحاده 55 ألف عضو، إن التأجير الموسمي "سيستمر وهو أوجد وظائف وإيرادات خصوصا للذين لا يستطيعون دفع ضرائبهم أو ديونهم".
وهو يرى أن هذا النشاط ساهم في المستويات القياسية لتدفق السياح إلى اليونان في السنوات الأخيرة "إذ إن السياح باتوا يفيدون من الأسعار المقبولة".
ويشير بارادياس إلى أن "الفنادق لا يمكنها تلبية الطلب"، مذكرا بأن "عشرات آلاف الشقق بقيت شاغرة" بفعل الأزمة في ظل عدم توافر الموارد لدى المالكين لتجديدها.
- نمو هائل -
وبحسب "إير بي أن بي"، ثمة 8 آلاف شقة متوافرة في وسط أثينا للإيجار مقابل 67 يورو لليلة الواحدة في المعدل، بينها 1200 في الأحياء القريبة من الأكروبول. ونصف هذه الشقق موجودة على مواقع عقارية عدة إذ إن المالكين يملكون أكثر من عقار واحد للتأجير عبر الإنترنت.
ومن بين هؤلاء المالكين، مئات الأجانب خصوصا الصينيون والروس الذين أفادوا من برنامج التأشيرة الذهبية الذي أطلقته اليونان في 2013 ويعطي حق الإقامة للأشخاص الذين يشترون عقارات بقيمة تفوق 250 ألف يورو، وفق رئيس الوكالات العقارية ليفتيريس بوتاميانوس.
وسجلت الاستثمارات الأجنبية في القطاع العقاري اليوناني ارتفاعا هائلا في السنتين الماضيتين بلغ 172 % في 2018 مقارنة بالعام السابق (1,35 مليار يورو) بحسب بنك اليونان.
ويقول ليفتيريس بوتاميانوس "تم شراء مبان بأكملها أحيانا، السوق العقارية نمت بسرعة كبيرة" صور مرفقة للخبر:
وسوم الأخبار:
عقارات, عقار, عقار اليونان, عقارات اليونان